لقد اتفقت الطوائف والفرق الإسلامية على تكفير الفلاسفة بسبب أقوال وعقائد صدرت عنهم، منها: قولهم بقدم العالم، أي: أن العالم أزلي لا أول لوجوده. بمعنى: أن الله لم يخلق هذا العالم، هم يقولون: إن الله موجود، وكذلك هذا العالم موجود وجوداً أزلياً؛ فإن قيل: فكيف خلقه؟
قالوا: فاض عنه فيضاً، أو صدر عنه صدور العلة من المعلول، وهذا كلام باطل.
ومما كفروا به: قولهم بأن المعاد أو البعث روحاني لا جسدي، وهم في الحقيقة قد أولوا جميع أمور الدين، وأولوا معها أمور المعاد من الجنة والنار وغيرها، ولذلك يسمى بعضهم: أصحاب التخييل، وهم القائلون: إن الأنبياء صوروا للناس خيالات أو ضربوا لهم أمثالاً على أشياء لكنها غير صحيحة -عياذاً بالله من هذا الكفر والضلال- لذا كفرتهم جميع فرق الإسلام، وهم بتأويلهم هذا أشد كفراً من الباطنية، بل إنالباطنية في الحقيقة إنما أخذوا عقيدتهم منهم، فإن أشهر كتب الباطنية الإسماعيلية هي رسائل إخوان الصفا، وهي كلام فلسفي، بل حتى من ضل من المتكلمين من الأشاعرة كـالفخر الرازي، فإن كلامه أقرب إلى المتفلسفين.
إذاً: الفلاسفة أصل من أصول الضلال، وقد قلدهم في ضلالهم طوائف من المسلمين.